بيولوجيا الحب : ربما الأمر قاسي قليلاً .. ولكن فلنكن صريحين دائماً.
هرمون الحب
وهرمون الأوكسيتوسين هو أحد الهرمونات الرئيسية التي يفرزها المخ من منطقة الهيبوثيلاموس ليحل على الروح الأمن والطمأنينة وليشمل الحب والسعادة الأسرة والمجتمع ككل. فهرمون الحب هو المسئول الأول عن الأمومة إذ ينطلق هذا الهرمون في جسم المرأة أثناء فترة المخاض فيعين الأم على تحمل آلام الولادة ويحفز إنتاج اللبن في الثدي، ويغمر هذا الهرمون أثناء عملية الرضاعة الطبيعية فتصبر عليها الأم حولين كاملين. وعندما يمتص الطفل ثدي أمه فإن أعصابهـا تستجيب بإنتاج الهرمون بشكل كبير، ولذلك فإن معدل تدفق الهرمون يتزايد أثناء الرضاعة لأن الأعصاب المنتجة له تستثار معا بشكل درامي متزامن مع الرشفات التي يقوم بها الرضيع. كما أن نجاح الزواج مرهون بالأوكسيتوسين فقد ثبت بالدليل العلمي القاطع أن الحب مسألة عقلية بحتة عملية تبدأ بإفراز هرمون الدوبامين عند الوقوع في الحب فيعطي الحبيب الإحساس باللهفة والرغبة في تكرار رؤية المحبوب فيصير حبه إدمانا. ولذلك فممكن القول أن الغدد التي ينشطها المخ أثناء الوقوع في الحب هي نفسها التي تقود لإدمان المخدرات.
الحب دعوى مبطنة للجنس
الحب مجرد حالة يصنعها العقل ليرتاح ، ولأن كله ذكاء فصناعته دائما حلوة ومغرية تسعد بها الحواس وباقي أعضاء الجسد ، فتعانق الأيدي بحب ، وتمشي الأقدام بحب ، وتأكل المعدة بحب، وتهضم الأمعاء وتمتص بحب ، ويعيش الكبد في حب وينام على حب، وينبض القلب ويدق على أبواب الحب.
يحب الذي أصابه الجنون ولو امتلك قلوب العالم و يحب العاقل ولو تملكت قلبه أمراض العالم
يحب الذي أصابه الجنون ولو امتلك قلوب العالم و يحب العاقل ولو تملكت قلبه أمراض العالم
المقصود هنا هو الحب بين الجنسين المختلفين ، لأننا نجد له صور واضحة في العالم الطبيعي. يبدأ بنوع من الإغراء.. ثم التعلق.. ثم الإندماج والتقارب ، وفي النهاية تزاوج (اتصال جنسي) .. ينتهي بالتلقيح... وبعدها تنافر حتمي للجنسين عن بعضيهما، وتؤدي العملية كلها إلى الحمل والولادة (تناسل).
لو لاحظنا حتى في العلاقات الجنسية البشرية، فإنه بعد الإنتهاء من القذف.. يحدث هنالك نوع من الرغبة في الإبتعاد عن الشريك، وعدم المساس به وكأن الأمر قبل ممارسة الجنس، أصلاً كان غلطة قد يندم عليها البعض. ولكن بعد مرور 10 دقائق أو حتى ساعة أحياناً... تعود نسبة الهرمونات بشكلٍ تدريجي إلى مستواها الطبيعي في الدم... فيبدأ الدماغ بالعودة إلى توازنه، ويحاول قولبة الأمور مرة أخرى ووضعها تحت تسميات الحب والعشق والغرام.. ويصبح قادر على مبادلة الحب مرة أخرى مع الشريك. لماذا ؟ لأنه يصبح قادراً على إعادة الممارسة الجنسية معه.
إذن (القدرة على الحب) مرتبطة ارتباط وثيق بالقدرة على ممارسة الجنس.
و هذه التقلبات تخبرنا بوضوح أن أساس هذا النوع من الحب هو (الغريزة الجنسية).
نحن البشر نعتبر أنفسنا كائنات راقية فكرياً، بالتأكيد سنختلف (قليلاً) عن أسلافنا اللا بشريين. ولكن لن ولم نكن قادرين أبداً على التغلب على بيولوجيتنا. والمثليين جنسياً يمتلكون نوع من إختلال وراثي في تنظيم الهرمونات الجنسية في الدم، وإذا كان الإختلال كبير نوعاً ما، يصبحون غير قادرين عن الحب أو الزواج بالجنس الآخر.. لأنهم لا يستطيعون ممارسة الجنس معه. لذلك نجد هنا أيضاً أن الجنس يشكل أساس الحب وأصله.
أطلقنا على الحب عبارات شاعرية، ولا نستطيع التخلي عنها.. وقلنا بأنه تاج الإنسانية.. ولكن هذا خطأ، لأن هذا الحب الذي يكون خصوصاً بين الجنسين.. هو شيء متجذر لدى أسلافنا أيضاً وتشكل الغريزة الجنسية القاعدة والأساس الذي يقوم عليه.
في حين أننا لو أردنا التكلم عن شيء يسمُ سمو الإنسانية، وسمو العقل الإنساني فهو الحب الذي نستطيع نحن إدراكه بصوره (حب الوطن.. حب الأخ.. حب الصديق.. حب الطبيعة.. إلخ) وهو نوع الحب الذي يُفضـَل أن ندعوه (الحب أو المحبة الإنسانية).
لم أقل أن الحب بين الزوجين العائدين لجنسين مختلفين هو شيء غير صحيح وبشع... أبداً... ولكن كل ما يحيط به هو إيطارات وقوالب نحن من وضعناها.. وهو ليس عيب ولا حرام أبداً ... بل كما قلت: هو شيء متأصل في الطبيعة وهدفه الأول والأعلى هو (التناسل والإنجاب) ... فهو إذن غريزة. لكن لا يصل لأنواع الحب أو المحبة الإنسانية التي ذكرتها... لأن تلك أسمى وأعلى وناتجة فعلاً عن إدراك فكري واعي
تعليقات
إرسال تعليق