أسرار عيون الحبار
الحبار Squid
من الرخويات الصغيرة والمتوسطة الحجم ، والتي يتم العثور عليها في جميع أنحاء مياه المحيطات في العالم . يتشابه الحبار مع الأخطبوط لأنهم من نفس الفصيلة ، إلا ان الحبار لديهم جسم ممدود كبير مع مخالب محيطة لأفواههم هو من أشهر أنواع رأسيات الأرجل "الحبار" والذى يعتبر أمهرها في السباحة ويمتاز بشكله الانسيابى ويسمى الحبار أيضا السبيط أو السيبيا ولطريقته في الاندفاع داخل المياه يطلق عليه أيضا سهم البحار .
وتنقسم القدم عند الحبار إلى عشر أذرع اثنتان منهما أطول من الباقيات وهو يستخدم هذه الأذرع الحاملة للماصات في القبض على فريسته أما عيناه فليس لهما أجفان وتبدو إلى حد كبير مثل عينى الانسان ، ويرشف الحبار الماء من خلال تجويف مركزى داخل جسمه ويخرجه عبر أنبوب مرن هو الممص وذلك عندما ينقبض الرداء ويقع هذا الممص في مؤخرة الأذرع لذلك يشاهد الحبار وهو ينطلق إلى الخلف بسرعة كبيرة عندما يندفع الماء في هذا الممص ويندفع الحبر أيضا عبر هذا الممص ، أما زعانفه التى هى امتدادات عضلية شبيه بأجنحة تخرج من الرداء فيستخدمها للتحكم في اتجاهاته وقد تغيره في الاندفاع البطئ نحو الأمام أو الخلف.
يمتلك الحبار الذي يعيش تحت المياه، عيوناً تشبه كثيراً العين البشرية. فهي تمتلك العدسة والشبكية والألياف العصبية .. والعصب البصري الذي يتوجه إلى الدماغ.ولا نستطيع أن نقول بأن عين البشر أفضل من عين الحبار، أو أن عين الحبار أفضل من عين البشر. لأنهما متأقلمتان في الوسط الذي يعيش فيه كلا الكائنين.
الاختلاف بين نوعي العيون هو أن: عين الحبار مرتبة لطريقة مهذبة أكثر. حيث في الأمام تقع العدسة... وفي الخلف تقع الشبكية.. وتخرج من الشبكة الألياف البصرية وتتجه مباشرة نحو الدماغ.
الاختلاف بين نوعي العيون هو أن: عين الحبار مرتبة لطريقة مهذبة أكثر. حيث في الأمام تقع العدسة... وفي الخلف تقع الشبكية.. وتخرج من الشبكة الألياف البصرية وتتجه مباشرة نحو الدماغ.
أما في العين البشري فإن الشبكية تكون مغطاة بالألياف العصبية البصرية. وبالتالي يكون على الضوء أن يجتاز غابة من الألياف البصرية لكي يصل. مع العلم أن هذه الألياف تؤثر على دخول الضوء ووصوله واتجاهه على الشبكية بزواية صغيرة جداً بحيث يمكن إهمالها. وأيضاً، تتجمع هذه الألياف وتلتقي مع الشبكية في نقطة عمياء (خالية من الخلايا البصرية). والسيئ هنا أن النقطة العمياء في وسط الشبكية وهي تسبب قلة وفقر في الخلايا الحسية في منطقة هامة جداً في وسط التمام للشبكية. ولو كان التطور واعياً لصممها بطريقة أفضل بكثير.
في الجانب الآخر، نجد الوجه التأقلمي لكلا العيون. حيث يوفر هذا الترتيب للعين البشرية تروية دموية ودعم صباغي بصري للخلايا الحسية البصرية في الشبكية. وتستهلك الشبكية من الأوكسجين في غرام دم واحد أكثر مما يستهلكه الدماغ. والسبب هو أنها بحاجة دوماً إلى تجديد دوري وسريع للصباغ الضوئي. بسبب الوسط الغني بالضوء الذي يعيش فيها البشر. وبالتالي كان لا بد أن تتوضع الشبكية خلف الألياف العصبية.. في حين أن (المشيمية الدموية) الداعمة تقع خلف وملاصقة للشبكية لتأمين هذا المقدار من التروية الدموية الكبير.
لا يمكن بأي احتمال أن تتلقى عين الحبار هذا المقدار العالي من الدم. ولكن هي في الأساس لا تحتاج أن تفعل هذا، لأن الحبار -على خلاف البشر- يعيش تحت الماء في بيئة ضعيفة الكثافة الضوئية. وبالتالي لا يحتاج أن يجدد صباغه البصري كل مرة. فكان ترتيب الشبكية أنها لا تحتاج لتعزيز كبير من المشيمية فاستطاعت الألياف العصبية أن تخرج منها مباشرة، وتتوجه إلى الدماغ. دون الالتفاف من أمام الشبكية.
وهذا أحد الأمثلة الكثيرة على أن كل ترتيب بيولوجي يأتي بسيئاته وإيجابياته. والانتخاب الطبيعي لا يحذف السلبيات بشكل كامل. وخصوصاً إن كانت السلبيات يمكن التعايش معها.. رغم وجودها. حيث يكون تأثيرها صغيراً. ويفضل الانتخاب الطبيعي بالتالي الإيجابيات ويدعم بقائها (كغزارة وسمك المشيمية لفائدتها في تقديم دعم قوي للخلايا البصرية في الشبكية).. على حساب بقاء السلبيات والأخطاء الصغيرة ذات التأثير الضعيف (كالتفاف الألياف البصرية أمام الشبكية والتقائها في نقطة يحرم الخلايا البصرية من التواجد، ويسبب نقص بها في منتصف الشبكية).
تعليقات
إرسال تعليق