الأفكار الخاطئة عن نظرية التطور
نظرية التطور
هنالك كثير من الأفكار الخاطئة التي يقع بها الشخص عندما يبدأ بالتعرف على نظرية التطور. وهذا طبيعي لأن المواد العلمية تحتاج دقة، وكل كلمة تقال في أي مجال علمي هي هامة. وفي الصياغة العلمية لا يوجد مبدأ (المعنى في قلب الشاعر). بل توجد معاني محدودة وحرفية.
ومن أهم هذه الأخطاء واكثرها انتشاراً .. في تطور الإنسان على الأقل، هو أن الأنواع والأسلاف البشرية كانت موجودة واحدة تلو الأخرى، تباعاً.. حتى وصلنا إلى الإنسان الحالي Homo sapiens sapiens . وطبعاً هذه فكرة خاطئة ليست لها علاقة بما تقوله نظرية التطور وفق الانتخاب الطبيعي.
أولاً علينا أن نركز على مفهوم (الانتخاب الطبيعي) أو (الانتقاء الطبيعي). وهو عملية بقاء الكائن الحي أطول فترة ممكنة في المكان أو الوسط البيئي الذي يعيش به، طبعاً مع مواجهة المفترسات والتحديات الطبيعية المحيطة به. وذلك بفضل الامكانيات التي يمتلكها هذا الكائن الحي.
ولكن هذا الكائن الحي، يقوم بعملية تزاوجات فيما بين افراد نوعه، لانتاج انسال جديدة والتكاثر. إن عمليات التزاوج والانتقالات المتتالية والمستمرة للذخيرة الوراثية Genom من نسل لآخر يترتب عليها دائماً تغيرت وبنسب متفاوتة بين الجيل والآخر. مثلاً لو أن التزاوج ينقل الذخيرة الوراثية هي نفسها دون تغيير، لكان البشر مشابهين لآبائهم وأجدادهم تماماً، أي أن البشر كانوا متشابهين فيما بينهم تماماً. ولكن من الواضح أن لكل شخص أو كائن حي صفات تميزه عن باقي أفراد نوعه. ولكنه يبقى من النوع نفسه. (الانف الطويل، لون الشعر، اطوال القامات المختلفة، التفكير، لون القزحية....).
طبعاً إمكانية ومرونة الذخيرة الوراثية وقابليتها للتغير هو أساس هذه الاختلافات بين أفراد النوع نفسه.
تأخذ هذه الاختلافات مجالات زمنية طويلة، من آلاف إلى ملايين السنين. فتؤدي إلى تراكمات من الاختلافات (الطفرات الطفيفة) في الذخيرة الوراثية تنتقل من جيل لآخر.. حتى يصبح هنالك نوعان (أو أكثر) بعد آلاف وملايين السنين، يمتلكان اختلافات كبيرة جسمانية وبيولوجية، تؤدي إلى فصلهما كنوعين مستقلين. ولكن النوع الجديد (أو الأنواع الجديدة) لا يزال يمتلك بقايا كثيرة من الذخيرة الوراثية للجد.
إذن نلاحظ أن النوع (الجد)، والنوع (الجديد) الذي انفصل عن النوع الجد بعد تركمات من التغيرات الجينية لمدة آلاف إلى ملايين السنين، قادران أن يعيشان ويوجدان في الفترات الزمنية نفسها.
مثلاً الإنسان الحالي، عايش إنسان النياندرتال لمدة تزيد عن 20 ألف عام.
رغم أن كلاهما يعودان لنفس الجد. إذن النياندرتال ليس من أسلاف الإنسان العاقل، بل من أبناء عمومته.
وابناء عمومة الإنسان العاقل لو عدنا 2 أو 3 ملايين عام إلى الماضي سنجدها كثيرة جداً وقد عايشت بعضها رغم أنها تنتمي لنفس النوع (البشريات). وكل تلك الأنواع البشرية التي عايشت بعضها، تعود أيضاً لنفس السلف لو أننا عدنا 30 أو 40 مليون عام.
إذن فكرة أن كل نوع هو والد أو جد النوع اللاحق مباشرة، هي فكرة خاطئة، والأمر ليس بهذه الترتيبية البسيطة. الأمر يتعلق بابناء العموم التي تشكل أنواع مختلفة من نفس الصنف، والتي عايشت بعضها في فترات زمنية واحدة أحياناً، ومناطق جغرافية واحدة أحياناً.. وكان بقاء أصلحها هو بسبب ما تمتع به سواء من قوة أو ذكاء وغيره.
نحن والنياندرتال مثلاً ابناء عموم وقد عايشنا بعضنا فترات زمنية طويلة وفي نفس المناطق الجغرافية أحياناً، ولكننا استطعنا البقاء وهو انقرض، بسبب استراتيجيات الصيد الأذكى التي اتخذها الانسان الحديث Homo sapiens sapiens والتغير المناخي نحو الدفء... إلخ.
ومثلها باقي أبناء العموم من نفس الصنف.. لأنواع مختلفة.
وهكذا لباقي الأحياء.
أولاً علينا أن نركز على مفهوم (الانتخاب الطبيعي) أو (الانتقاء الطبيعي). وهو عملية بقاء الكائن الحي أطول فترة ممكنة في المكان أو الوسط البيئي الذي يعيش به، طبعاً مع مواجهة المفترسات والتحديات الطبيعية المحيطة به. وذلك بفضل الامكانيات التي يمتلكها هذا الكائن الحي.
ولكن هذا الكائن الحي، يقوم بعملية تزاوجات فيما بين افراد نوعه، لانتاج انسال جديدة والتكاثر. إن عمليات التزاوج والانتقالات المتتالية والمستمرة للذخيرة الوراثية Genom من نسل لآخر يترتب عليها دائماً تغيرت وبنسب متفاوتة بين الجيل والآخر. مثلاً لو أن التزاوج ينقل الذخيرة الوراثية هي نفسها دون تغيير، لكان البشر مشابهين لآبائهم وأجدادهم تماماً، أي أن البشر كانوا متشابهين فيما بينهم تماماً. ولكن من الواضح أن لكل شخص أو كائن حي صفات تميزه عن باقي أفراد نوعه. ولكنه يبقى من النوع نفسه. (الانف الطويل، لون الشعر، اطوال القامات المختلفة، التفكير، لون القزحية....).
طبعاً إمكانية ومرونة الذخيرة الوراثية وقابليتها للتغير هو أساس هذه الاختلافات بين أفراد النوع نفسه.
تأخذ هذه الاختلافات مجالات زمنية طويلة، من آلاف إلى ملايين السنين. فتؤدي إلى تراكمات من الاختلافات (الطفرات الطفيفة) في الذخيرة الوراثية تنتقل من جيل لآخر.. حتى يصبح هنالك نوعان (أو أكثر) بعد آلاف وملايين السنين، يمتلكان اختلافات كبيرة جسمانية وبيولوجية، تؤدي إلى فصلهما كنوعين مستقلين. ولكن النوع الجديد (أو الأنواع الجديدة) لا يزال يمتلك بقايا كثيرة من الذخيرة الوراثية للجد.
إذن نلاحظ أن النوع (الجد)، والنوع (الجديد) الذي انفصل عن النوع الجد بعد تركمات من التغيرات الجينية لمدة آلاف إلى ملايين السنين، قادران أن يعيشان ويوجدان في الفترات الزمنية نفسها.
مثلاً الإنسان الحالي، عايش إنسان النياندرتال لمدة تزيد عن 20 ألف عام.
رغم أن كلاهما يعودان لنفس الجد. إذن النياندرتال ليس من أسلاف الإنسان العاقل، بل من أبناء عمومته.
وابناء عمومة الإنسان العاقل لو عدنا 2 أو 3 ملايين عام إلى الماضي سنجدها كثيرة جداً وقد عايشت بعضها رغم أنها تنتمي لنفس النوع (البشريات). وكل تلك الأنواع البشرية التي عايشت بعضها، تعود أيضاً لنفس السلف لو أننا عدنا 30 أو 40 مليون عام.
إذن فكرة أن كل نوع هو والد أو جد النوع اللاحق مباشرة، هي فكرة خاطئة، والأمر ليس بهذه الترتيبية البسيطة. الأمر يتعلق بابناء العموم التي تشكل أنواع مختلفة من نفس الصنف، والتي عايشت بعضها في فترات زمنية واحدة أحياناً، ومناطق جغرافية واحدة أحياناً.. وكان بقاء أصلحها هو بسبب ما تمتع به سواء من قوة أو ذكاء وغيره.
نحن والنياندرتال مثلاً ابناء عموم وقد عايشنا بعضنا فترات زمنية طويلة وفي نفس المناطق الجغرافية أحياناً، ولكننا استطعنا البقاء وهو انقرض، بسبب استراتيجيات الصيد الأذكى التي اتخذها الانسان الحديث Homo sapiens sapiens والتغير المناخي نحو الدفء... إلخ.
ومثلها باقي أبناء العموم من نفس الصنف.. لأنواع مختلفة.
وهكذا لباقي الأحياء.
الصورة هي لاحفور التيكتاليك (السمكة مفصلية الأرجل) ويمثل حلقة الوصل بين انتقال سمكة مائية إلى اليابسة. قبل 350 مليون عام. واكتشف هذا الاحفور في غرينلاند.
لماذا ترفضون هذا الرفض المستنكر والصارخ أن أسلافنا كانوا يتسلقون الاشجار ويعيشون في الغابات وكافحوا صعوبات الحياة ومخاطر الطبيعة واستمروا في بقائهم ؟ أليس هذا كافٍ بأن نفتخر بأننا نحن النوع المتفوق الذي نجحنا في الصراع الوجودي. فقد كان مخيفاً وصعباً ومتوحشاً. إن القضية تتجاوز فكرة كرهنا أو اشمئزازنا من الحيوانات الأخرى، القضية هي في التفوق البيولوجي وقوة الانتخاب الطبيعي الشرسة التي تدفع عجلة الحياة. فنحن أعظم من أن نمتلك عقلاً بالشكل الفجائي دون مرورنا بتجارب صقلت عقولنا أو دون أن نحتك بالطبيعة أو أنه قد قام أحدهم بتعليمنا كل شيء. لو أن أحدهم قام بتعليمنا لما بقي العلم اليوم يكتشف في كل ساعة شيئاً جديداً. الدليل اننا لانزال في خضم المعركة الوجودية وإن لم نفتح أعيننا يوماً ونتعايش مع واقعنا. فالكثير مننا سينقرض.
سؤال: إن تطور القرد الى انسان يستوجب ان يكون هناك حيوانات في طور التطور..ما بين هيئة القرد الكاملة الى هيئة الانسان الكامل.. أين هي؟؟
هنالك حلقات وصل كثيرة كحلقة وصل (Tiktaalik) وهي أحد الأمثلة عن حلقات الوصل هذه. هي حلقة وصل قديمة للغاية تربط بين السمكة المائية والبرمائيات القديمة... وتعبّر عن أن اصل البرمائيات هو الاسماك التي تطور لها رئتان بدائيتان وزعانف مفصلية. وكذلك هنالك حلقات وصل للانسان ايضا (كالهومو نياندرتال والهومو إركتوس) هذا أمر. الأمر الآخر هو أن التطور (لأي كائن حي) لا يمتلك نقطة محددة او لحظة معينة فاصلة. فبالنسبة للإنسان، لا يمكننا أن نقول فيها أن هذا الكائن كان قبل هذه اللحظة قرد وبعدها أصبح إنسان.
في الحقيقة هنالك الكثير من أصناف الHomo أو أسلاف البشر التي عاشت معاً في نفس الحقبة الزمنية والأفضل فقط هو من انتصر في الصراع على الموارد واستمر (والاحافير لهؤلاء زاخرة). إذن الأمر هو عبارة عن تراكمات لطفرات. إن كانت الطفرات مضرة فإنها سوف لن تسمح لحاملها البقاء ولن يستمر (وقد يموت في المرحلة الجنينية) . أما ان كانت مفيدة فستستمر. وتتنتقل بالتناسل للأجيال اللاحقة. وهكذا تتراكم الطفرات المفيدة لتعطي كائن حي أكثر نجاحاً في مجابهة البيئة. وتطور الانسان أساساً كان متركزاً على الطفرات المفيدة التي اثرت على قدرة الدماغ وحجمه الامر الذي استغرق بضعة ملايين من السنين. لذلك ندعو انفسنا بالكائنات العاقلة... شكراً للطفرات.
في الحقيقة هنالك الكثير من أصناف الHomo أو أسلاف البشر التي عاشت معاً في نفس الحقبة الزمنية والأفضل فقط هو من انتصر في الصراع على الموارد واستمر (والاحافير لهؤلاء زاخرة). إذن الأمر هو عبارة عن تراكمات لطفرات. إن كانت الطفرات مضرة فإنها سوف لن تسمح لحاملها البقاء ولن يستمر (وقد يموت في المرحلة الجنينية) . أما ان كانت مفيدة فستستمر. وتتنتقل بالتناسل للأجيال اللاحقة. وهكذا تتراكم الطفرات المفيدة لتعطي كائن حي أكثر نجاحاً في مجابهة البيئة. وتطور الانسان أساساً كان متركزاً على الطفرات المفيدة التي اثرت على قدرة الدماغ وحجمه الامر الذي استغرق بضعة ملايين من السنين. لذلك ندعو انفسنا بالكائنات العاقلة... شكراً للطفرات.
غير مقنع للاسف وجميع هذه الأفكار عندنا أنصحك بمتابعته برنامج رحلة اليقين
ردحذف