فجر البشرية becoming humans
الإنسان (التعريف العلمي: Homo sapiens) هو الكائن الحي الوحيد المتبقي من الإنسان العاقل جنس الهومو (الأناسي)، فرع من قبيلة أشباه البشر، التي تنتمي إلى فصيلة القردة العليا وهو العاقل الوحيد ، الذي يمتلك خلافاً لبقية الحيوانات على الأرض دماغ عالي التطور، قادر على التفكير المجرد واستخدام اللغة والنطق والتفكير الداخلي الذاتي وإعطاء حلول للمشاكل التي يواجهها الإنسان. ليس هذا فحسب بل أن الإنسان يمتلك جسماً منتصباً ذا أطراف مفصلية علوية وسفلية يسهل تحريكها وتعمل بالتناسق التام مع الدماغ وهي خاصية تجعل من الإنسان الكائن الحي الوحيد على البسيطة الذي يستطيع توظيف قدراته العقلية والجسمية لصناعة الأدوات الدقيقة وغير الدقيقة التي يحتاجها في حياته اليومية .
أين كنا قبل أزمنة التاريخ المعهودة التي ندرسها في التاريخ من حضارات وأمم عظيمة، ومن انتاجات فكرية عميقة الفهم للواقع والبيئة والعالم ككل، ولكن ما نحن عليه لم يأت بسهولة، ولم نحصل على هذه القوة والذكاء من خلال سنوات تقاس بعشر أو حتى ألفي سنة. فحكاية البشرية حكاية نوع وحكاية كفاح وبحث حثيثين للبقاء وسبل البقاء والتكيف مع الظروف المعاصرة لكل حقبة.
أين كنا قبل أزمنة التاريخ المعهودة التي ندرسها في التاريخ من حضارات وأمم عظيمة، ومن انتاجات فكرية عميقة الفهم للواقع والبيئة والعالم ككل، ولكن ما نحن عليه لم يأت بسهولة، ولم نحصل على هذه القوة والذكاء من خلال سنوات تقاس بعشر أو حتى ألفي سنة. فحكاية البشرية حكاية نوع وحكاية كفاح وبحث حثيثين للبقاء وسبل البقاء والتكيف مع الظروف المعاصرة لكل حقبة.
يرجع تاريخ البشرية أو بالأحرى النوع البشري منذ نحو 7 مليون سنة انصرمت، وتشير أقدم الحفريات للجماجم، أن نشأتنا بدأت في شرقي القارة الإفريقية ولعل السبب هو وفرة سبل العيش التي أحطات بها الكائنات.
إن انفصال السلسلة التطورية حدث بشكل رئيسي ليظهر نوع جديد يتميز بامكانات أذكى من سابقه، كما واعطى نوع جديد من القرود التي هي اسلاف القرود الحالية ( الشمبانزي، الاوتان الأحمر، الغوريللا، الغيبون). وبالتالي فإن هذه القردة هي اقرب الأصناف إلينا لأننا نشترك بسلف مشترك.
إذا منذ 7 مليون سنة سار التطور الحيوي في خط جديد أنتج أنواع أكثر حذقة ويدعونها (الهومو homo) وهي تشير للجنس البشري ككل.
قبل نحو 4 مليون سنة عاش هذا الإنسان في إفريقيا وندعوه( الهومو اوسترال بيتيكوس) وهو شبيه بالقردة، لم يكن قريباً للبشر بشيء سوى طريقة المشي على طرفين وإسناد الجسم الأمامي على الذراعين. يأكل مما يصطاد أو تصطاد حيوانات أخرى، مشعر، ذو فك متقدم، طوله لا تجاوز ال5 أقدام. ولكن عاش في مجموعات مما وفر له حماية افضل، كما كان رشيق الحركة، وقوي البنية.
استمر حتى وصل بتغيرات كثيرة إلى صفات افضل، وتأقلم أنجح، وازداد حجم دماغه، وازداد طوله وأصبح اكثر انتصابا، وله الكثير من الحفريات، ويدعونه العلماء (الهومو هابليس homo habilis) أي الإنسان البارع، لأن قدراته اليدوية ازدادت وتحسنت طرقه في الصيد، وبنى استراتيجيات أذكى للعيش البري فصنع أدواته ونحتها، واتقنها لحد جيد جداً. عاش قبل 2 مليون سنة، ثم استمر التطور بالطبع، وأعطاه صفات جديدة وزاد من قدراته الفكرية، والاجتماعية، إذ تحسنت لديه مشاعر الانتماء الأسري الاجتماعي، وشكل قبائل بدائية، وتوصل لطريقة معينة من التواصل الصوتي، وندعوه (الهومو إريكتوس homo erectus) وتعني الإنسان المنتصب، فقد صار أطول ومنتصب تماماً، وفي الحقيقة إن أقدم هيكل عظمي كامل يعود لهذا الهومو ايريكتوس، وقد كان اكتشافه بمثابة كنز للعلماء، والهيكل العظمي يعود لطفل من الهومو ايريكتوس، لم يبلغ العاشرة بعد، مات بطريقة طبيعية، إذ لا تظهر على العظام أي آثار لهجوم كائل مفترس او كسر أو ما إلى هنالك، أثار تساؤلات عديدة لدى العلماء.
إن ابرز ما يمثل حقبة الهومو ايريكتوس الذي عاش قبل 1 مليون سنة، هما شيئآن رئيسيان:
1. اكتشاف النار، ويعني هذا، القوة والدفئ والسيطرة والصحة، كما وتعني النور في ليال البراري الخطرة.
2. الهجرة: فاكتشافه للنار أعطاه الجرئة للبحث والاكتشاف، ولطلب بيئات أفضل ومصادر أحسن، فيعتبر أول البشر الذين تركوا أفريقيا متجهين لآسيا وأوروبا وحتى أستراليا والامريكيتين.
إن السكان الأصليين للعوالم حديثة الاكتشاف ليسوا إلا أحفاد هؤلاء.
2. الهجرة: فاكتشافه للنار أعطاه الجرئة للبحث والاكتشاف، ولطلب بيئات أفضل ومصادر أحسن، فيعتبر أول البشر الذين تركوا أفريقيا متجهين لآسيا وأوروبا وحتى أستراليا والامريكيتين.
إن السكان الأصليين للعوالم حديثة الاكتشاف ليسوا إلا أحفاد هؤلاء.
في أوروبا شكل الأحفاد صنفا جديداً يدعى ( الهومو نياندرتال) وفي شرق آسيا ( الهومو بيكينينغ) والسجل الأحفوري حافل بالجماجم وبقايا هؤلاء.
(الهومو سابينس homo sapiens) أو الإنسان العاقل الذي كان ظهوره بقوة في آخر 50 الف سنة مضت، ومنذ ذلك الزمن، وهو يتطور بالفكر واللغة، والعلم وبنى الحضارات وشيد المباني الشاهقة ورصد النجوم وفهم أسس الكون، وغزا الفضاء وأتى بالمعتقدات والأديان، نحن لازلنا في تطور، وسيأتي يوم، يقولون فيها عنا، أننا كنا من الصنف البشري، ويحددون صفاتنا وسلوكنا، سيعتبرونا كائنات أقل حنكة ومهارة مما هم عليه، مثلما نعتبر نحن أسلافنا الآن.
(الهومو سابينس homo sapiens) أو الإنسان العاقل الذي كان ظهوره بقوة في آخر 50 الف سنة مضت، ومنذ ذلك الزمن، وهو يتطور بالفكر واللغة، والعلم وبنى الحضارات وشيد المباني الشاهقة ورصد النجوم وفهم أسس الكون، وغزا الفضاء وأتى بالمعتقدات والأديان، نحن لازلنا في تطور، وسيأتي يوم، يقولون فيها عنا، أننا كنا من الصنف البشري، ويحددون صفاتنا وسلوكنا، سيعتبرونا كائنات أقل حنكة ومهارة مما هم عليه، مثلما نعتبر نحن أسلافنا الآن.
كان يجب على أسلاف البشر أن يمتلكوا الخبرات والمميزات المتراكمة نتيجةً لبقائهم. ففي اختيارهم السير غير المستقر (المتمايل) على قدمين بدلاً من الأقدام الأربعة، ميزة جعلتهم يدركون فائدتها لأنها جعلتهم هم المسيطرون في سهول السافانا الإفريقية المفتوحة. واختيارٌ آخر لربما كان أكثر حسميةً، هو تحرير الأطراف الأمامية من عملية السير والاستفادة منها في أعمال أخرى كنقل الأغذية والصيد والبناء...
إن الانتقال من السير على أربعة إلى السير على ساقين اثنين كان عملية طويلة الأمد، أصبحت ممكنة فقط بعد حلول وسطية تشريحية (هيكلية). وكانت مؤلمة حتى تأقلمنا معها، كالضغط على الأقراص الغضروفية بين الفقرات والجروح الناجمة عن السقوط أرضاً.. ولكن لابد أن ندرك بأن السير على قدمين جعلنا المسيطرون. ولعله من الجدير بالذكر في هذا السياق، الحوض العريض عند النساء، والذي لازال ضيقاً وغير مناسب للولادات الخالية من الآلام والتعقيدات والمسبب للوفيات كثيراً، لأن البشر يولدون برؤوس كبيرة.
إن أوائل البشر المنتصبين كانوا على مدار زمنٍ طويل أبرع بالجري من المشي، في حين كانوا يستندون كثيراً على الأطراف الأمامية في حالات الراحة والسير البطيء. وحتى اليوم فإن السير بقامة منتصبة ليست ميزة متوارثة لدينا (لا توجد في جيناتنا ميزة السير منتصبين) فأسلافنا لم يورثونا إياها، بل تعلموها كما نتعلمها نحن وهي نتاج تدريب مرهق في السنين الأولى من الطفولة مليء بالكثير من السقطات والآلام. ولكن تعلم السير على الأقدام بشكل منتصب في وقتٍ مبكر هو أمر أسهل من التعلم عند البلوغ، لأن السقوط لن يكون مؤلماً نظراً للكتلة والحجم الصغير للأطفال.
فهذا الانتصاب والسير بحرية على قدمين كان له الأثر الأقوى والأعمق تأثيراً على نوعِنا لأنه حرر أيدينا (الأطراف الأمامية)، وجعلنا نستفيد منها في الأمور الأخرى. لذلك امتلكنا خبرات وميزات أكثر من غيرنا... وسيطرنا وبنينا وتحضرنا
تعليقات
إرسال تعليق